منتديات الحلم
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر , ادا كنت ترغب بالتسجيل معنا اضغط على كلمة التسجيل وادا كنت ترغب في المطالعة والاستفادة فالمنتدى منتداك وهو بيتك التاني ونتمنى لك قضاء اوقات سعيدة ومفيدة

اسرة منتديات الحلم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الحلم
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر , ادا كنت ترغب بالتسجيل معنا اضغط على كلمة التسجيل وادا كنت ترغب في المطالعة والاستفادة فالمنتدى منتداك وهو بيتك التاني ونتمنى لك قضاء اوقات سعيدة ومفيدة

اسرة منتديات الحلم
منتديات الحلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعلانات مجانية اضف اعلانك هنا



جديد المحاضرات

جديد ملخصات الدروووس

امتحانات ، طريقة الاجابة
انظم لمعجبني مدونتا واحصل على جديد الاخبار والوظائف و المحاضرات

اذهب الى الأسفل
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32506

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

دخلتُ قلب زوجي من بوَّابة أمه  Empty دخلتُ قلب زوجي من بوَّابة أمه

الثلاثاء 16 نوفمبر 2010, 16:07

دخلتُ قلب زوجي من بوَّابة أمه




عشتُفي بيْت أبي حياةً لا رُواءَ فيها، أتلظَّى من قسوة البَيْداء القاحلةالتي فرضتْها عليَّ زوجةُ أبي، التي لم تعرِفْ أنَّ هناك في مكانٍ ما منقاموس الإنسانية كلمةً تعني الرحمة، فلم تكتفِ بالسطو المسلَّحِ علىمشاعري التي ذَبُلتْ قبل تفتُّحها، بل حالتْ بيني وبيْن أبي، وشرعَتْ منأول يوم لها في بيتنا في بناء حواجزَ فولاذيةٍ مِن الجفاء والقطيعةبيْننا، رغم محاولاتي المستميتة للوصول إلى قَلْبِه، ولكنَّها كانتْ قدأحكمتْ إغلاقَه في وجهي بجدارة.

تربَّيْتُ في هذا الجفاف أُعاني سنواتٍ من الجدب بلا قَطرةِ ماء تروي عطشَقلْبي لكلمةٍ حانية، أو ضمَّة مطمئنَّة، وحلقة ضيِّقة، تكاد تُجهِز علىنفسي المتطلِّعة للغدِ "المُنِقذ" بجسد مُسهِد، وعين أجهدها الأرَق، ورُوحثائِرة تتمنَّى أن تحلِّق بعيدًا في سماء ليستْ كهذه السماء، وأرْض لميطأها غيري؛ هربًا من تبعات قانون الطوارئ الذي كانت تُطبِّقه عند أيبادرة خطأٍ مني، وفي أيِّ وقت!

وتزوجتُ بعدَ نزيف للعَقْل والقَلْب، ومجاهدةٍ أشبهَ بهدم قلعة مُحصَّنةبعدَ اقتتالٍ مرير، خرجتْ منه رُوحي منهكَةً تكاد قَدمِي تحملني وأنا أدخلبيتَ الزوجية، ولحسن حظِّي أنِّي وجدتُ زوجي رجلًا كريمًا حنونًا، ولميكنْ يقِف في وجه سعادتي سوى تدخُّلِ أمِّه الدائم في حياتي، فقد كنَّانسكن في الطابق الذي يعلو بيتَ أمِّه في العقار الذي يمتلكه والدُه، فكانتتتفرَّغ لإحداثِ المشكلات بيْني وبيْنه، فكان في عودته اليوميَّة لا يحمللي كيسًا من الفاكِهة، وإنما يحمل الكَدَر، ووجهًا عابسًا رُسِمتْ علىملامحِه مشكلةٌ صدَّرتها لي والدتُه، التي كانت تتربَّص بي، وتُعدِّدأمامَه عيوبي، والتي تراها بعين الأمِّ التي استولتْ على ابنها الوحيد،فمرَّةً لا أجيد الطبخ، ومرةً ملابسي تفتقر إلى الذَّوْق، ومراتٍ لاأهتمُّ بها!

وهكذا تدقُّ أجراسُ الحرْب اليومية في بيتي الهادئ، وزوجي يتأثَّرأحيانًا، وأحيانًا يلتزم الصمتَ، وأنا غارقة في حَيْرتي، فعقدتُ العزم ألاتكونَ حياتي امتدادًا لوخْز الألَم النفسي المتصاعِدة وتيرتُه كل يوم، لابدَّ من العلاج.

فلَمْ أقِفْ طويلًا أمام طنين الحرْب، واشتعال أجيجها، ورُحتُ أُدير عقليفي كلِّ اتجاه كيف أُنقِذ بيتي من جحيم الغزو، والتلويح اليومي بالهجوم؛كي أحتفظَ بزوجي الحبيب، فطيبتُه تستحقُّ مني المحاولة، وسعادةُ بيتيتستحقُّ اتخاذَ قرارات جادَّة وحاسمة، ووضْع ضمادة حولَ الجرح؛ كي يقفَهذا النزفُ اليومي، فلَمْ أجدْ سوى الحبِّ سلاحي؛ لوقف أسلحة الدمارالشامِل الصاعدة لي كلَّ يوم كي تضعَ الحرب أوزارها.

فعقدتُ اتفاقيةً لوقْفِ هذا النزف من التدخُّلِ اليومي في حياتيالزوجيَّة، وجلستُ جِلسة وُدٍّ مع حماتي، وأخذتُ معي طبقًا من (البسبوسةالغارقة في القشدة) التي تُفضِّلها، وسبقَتْني ابتسامتي، ففتحتْ لها قلبي،وكيف أني حُرمتُ من أمِّي صغيرةً، وذقت مرارةَ الفقد، وأريد أن تُعوِّضنيبحنانها، وتُزوِّدني بحِكمتها، وأن يكون حديثُها معي إذا وجدتْ ما يَضيرهامني وليس مع الزوج العائدِ منهكًا من عملِه، واتفقْنا على أن نُصبِحَصديقتَيْن، ووقَّعْنا عقد الوفاء بكتابة أولِ سطر في فصول الهُدنة،وبدأْنا بتطبيق البنود، ووضعْنا قوانينَها أن نجعل يوم إجازتِنا من العملنقضيه كلَّه معها، فتحوَّل مقياس ريختر -الذي فاق العَشرة وكان لا يتوقَّفعن زلزلة حيَاتي- إلى الصِّفر!

والآن دخل حلبة السباقَ ليُصبحَ في أدْنى معدلاته لتتوقَّفَ الزلزلةنهائيًّا، ويعود زوجي لابتسامةِ الرِّضا الذي فارقتْه طويلًا، والآنأصبحتْ حماتي لا ترتاح سوى بالحديث معي، ولا يَطيبُ لها الخروجُ إلابرفقتي، وأصبحتْ تناديني باسم دلالي -كما يفعل زوجي- ودائمًا تقول عني:إنِّي الابنة التي لم تلدْها، فدخلتُ قلْب زوجي مِن باب أمِّه المتسع لي.

عزيزتي:

اجعلي الكلمةَ الطيبة سلاحَكِ، أشهريه في وجْه الأحباء؛ لتزدادَ المحبَّة،ووجهِ الأعداء؛ لتكون مصدًّا لسهامهم، وتذكَّري دائمًا أنَّ الحماةَ أُمٌّأخرى، قد تقسو وقد تحنو.


موقع الألوكة


منقول من موقع ودكر


للكاتب : هناء رشاد




الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى