موقع ناظوري في حوار مع شخص مصاب بالسيدا

هشام شاب في الرابعة والعشرين من عمره فقد حنان الأسرة وعطف المجتمع بعدما علموا أنه حامل لفيروس فقدان المناعة المكتسبة المعروف اختصارا بالسيدا صيف سنة 2008 ، يقول لـ ” ناظور اليوم ” دفعت ثمن تهوري جيدا وأتمنى أن أكون عبرة للشباب المراهق الذي يرى في العاهرة أشياء جميلة دون أن يدري أن تحقيق نشوة الممارسة الجنسية الغير الشرعية ستحول بين عشية وضحاها حياته إلى مرارة دائمة يصعب تحمل تذوقها بسهولة .
هو عضو بالموقع العالمي ” فايسبوك ” أغلب مشاركاته تعلقت بنصائح يقدمها لزوار ملفه الشخصي يدعوهم فيها إلى أخذ الاحتياطات اللازمة وتجنب الوقوع في شباك بائعات الهوى اللواتي كن سبب إصابته بوباء الايدز ، محاولات ” ناظور اليوم ” للتقرب منه بلغت العشرات إذ أرسلت عددا من الرسائل الى ملفه الشخصي تطلب منه فتح قلبه لصحيفة الناظور الالكترونية وإجراء حوار يرمي بالدرجة الأولى الى تحسيس الشباب بعواقب التهور ومخالفة الشرع ، لكن رفضه لتلبية طلب اجراء حوار صحفي تكرر مرات بدعوى أن للصحافة أهداف مادية في ذلك عكس ما تدعيه .
وبتكرار المحاولات لبى ” هشام ” طلب ” ناظور اليوم ” حيث أجري معه الحوار التالي :
ناظور اليوم : أولا وقبل كل شيء نشكرك على تلبية اجراء الحوار و نهنئك على شجاعتك
هشام : لا داعي للشكر فتلبيتي للطلب جاء بعد تفكير عسير خضت فيه صراعات داخلية مع نفسي لكن ضميري أرغمني أن أفصح عن قصتي كاملة لكن بشرط ذكر اسمي الشخصي فقط لأني عانيت من هذا المجتمع كثيرا ولا أريد أن تزداد معانتي معه توسعا
ناظور اليوم : متى اكتشفت إصابتك بالفيروس ؟
هشام : كان ذلك صيف سنة 2008 بعدما أصبت بمرض استوجب علي إجراء تحاليل صدمتني نتائجها حيث لم أصدق في الأول ما قاله الطبيب لكن بعد إعادتي للتحاليل تأكدت أني مصاب بالسيدا وقد كانت تلك اللحظة قاسية جدا ولا زالت تراودني كل مرة .
ناظور اليوم : وهل تعرف سبب إصابتك بالسيدا ؟
هشام : نعم وبدون شك ( لقحـ………) لأني كنت مدمن على زيارة بيوت الدعارة حيث لم يكن يمضي علي أسبوع دون ممارسة الجنس مع عاهرة من العاهرات اللواتي تسببن في اصابتي بالايدز .
ناظور اليوم : ألم تكن لديك دراية بأن ما تقبل على فعله قد يتسبب لك يوما في السيدا
هشام : كنت أعلم ذلك لكن التهور كان يسبقني دائما وينسيني خطورة ما أفعله
ناظور اليوم : الم تتخذ احتياطات مثلا كاستعمال ” العازل الطبي ”
هشام : استعملته كثيرا لكن كنت في بعض الأحيان أفضل الاستغناء عنه
ناظور اليوم : ما هو السن الذي ولجت فيه عالم الجنس .
هشام : بدايتي كانت في سنة الثامنة عشر ، وأتذكر حينها وفقت في اجتياز امتحان البكالوريا وقمت أنا وصديقين برحلة الى مدينة أصيلا حيث كانت لي هناك أولى تجربة جنسية أعيشها .
ناظور اليوم : ألا تظن أن تكون أولى تجاربك هي التي كانت سببا في أصابتك بالايدز ؟
هشام : لا لا أظن ، لان اكتشاف حملي للفيروس لم يكن الا بعد مرور أربع سنوات على ذلك ولا يمكن لمرض مثل السيدا أن يدوم كل تلك المدة دون أن أحس به بأعراضه.
ناظور اليوم : عند اكتشاف إصابتك بالايدز من هو الشخص الأول الذي علم بذلك بعدك والطبيب ؟.
هشام : أخفيت سر إصابتي بالسيدا لأكثر من شهر حاولت فيها جاهدا البحث عن أشياء قد تشفيني لكن دون جدوى فكرت في الانتحار لكني لم أكن أستطع الاقدام على ذلك ، لأبوح بعده بالسر لأخي الذي تكلف وأخبر والدي ليبدأ بعده الخبر بالانتشار والأن يعلم به كل الذين هم بحولي .
ناظور اليوم : ما هي ردة فعل والديك عند علمهم بنبأ اصابتك ؟
هشام : أمي اكتفت بالبكاء ، لكن أبي أشبعني ضربا وهددني بالطرد من المنزل ، لولا حنان الأم وعطفها لكانت الكارثة أكبر .
ناظور اليوم : وهل حياتك حاليا تمر معهم في أجواء عادية ؟
هشام : سبقت وقلت في أول الكلام أن معاناتي مع المحيط الذي أعيش فيه هي أكثر من قاسية ، الكل يرفضني ويخاف من تنقل المرض الى جسمه ، في المنزل معاملتهم لي لا تقل بشيء عن تلك التي تكون مع كلب الحراسة ، فالصحن الذي أكل فيه لا يأكل فيه أحد نفس الشيء بالنسبة للكأس و الملعقة وحتى صابون الحمام وكل الأدوات المستعملة .
ناظور اليوم : هل تفكر في بناء مستقبل قد يخفف من الآلام التي عانيتها ؟
هشام : ضاحكا ، كيف لي أن أبني مستقبلي وأنا لن أكون مثل العموم يوما وأكون عائلة ، فبالنسبة لي لا مستقبل بدون تكوين عائلة .
ناظور اليوم : ما الذي تفكر فيه كثيرا وأنت في هذه الحالة ؟
هشام : صراحة لا افكر في شيء همي الوحيد حاليا هو إرضاء والدتي فالعطف الذي وجدته فيها لم أكن أتصور أن قلبها يحمل كل تلك المودة اتجاهي ، فأمنيتي أن اسبقها وأغادر الحياة لأنه ان غادرت هي قبلي لن يبقى لي خيار اخر غير الانتحار لأني لن أستطيع العيش وسط آدميين حرموني من العطف والحنان ويسرون على ذلك .
ناظور اليوم : ربما ستصحح الخطأ بالخطأ ان فعلت ذلك ، ألم تفكر يوما أن تتصل بالمنظمات الخاصة برعاية المصابين الايدز ؟
هشام : لا أستطيع العيش وسط أناس كلهم مصابين بالسيدا فستزداد حياتي مرارة ان فعلت .
ناظور اليوم : ككلمة أخيرة ماذا تود أن تقول للقراء و الزوار الأعزاء ؟
هشام : أعذرني لأني أتكلم بمرارة ، مقاطعين
ناظور اليوم : نحن من يستوجب علينا طلب اعتذارك لأننا وقفنا عاجزين على مد يد العون والمساعدة لك .
هشام : اذا كنتم حقا تريدون مد يد العون لي فأتمنى أن تنشروا ما قلته حرفي دون أي تغيير أو تحريف .
ناظور اليوم : ما قلته أمانة في عنقنا .
هشام : شكرا ، أتمنى أن لا أكون قد أكثرت عليكم لكن اعلموا أنني لو سردت معانتي اليومية كحامل لفيروس السيدا ستنفذ كل الصفحات دون نفاذ كلامي ، فأمنيتي الأن أن أرى شبابا واعيا لا يتهور للرذيلة والفاحشة فان فعل فمصيره سيكون مثل مصيري وسيضع حدا لحياته بنفسه

منقول من موقع صديق

شكرا جزيلا اخي عزيز على نقلك لنا هده الحوار الدي يدور حول مشكل مرض السيدا والدي فعلا يشكل مشكل كبير

ندعوا الله ان يحفظ شباب وشبات المسلمين من هدا المرض الخطير , واتمنى ان يواجها الشباب هدا المشكل بالايمان .