منتديات الحلم
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر , ادا كنت ترغب بالتسجيل معنا اضغط على كلمة التسجيل وادا كنت ترغب في المطالعة والاستفادة فالمنتدى منتداك وهو بيتك التاني ونتمنى لك قضاء اوقات سعيدة ومفيدة

اسرة منتديات الحلم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الحلم
أهلا وسهلا بك عزيزي الزائر , ادا كنت ترغب بالتسجيل معنا اضغط على كلمة التسجيل وادا كنت ترغب في المطالعة والاستفادة فالمنتدى منتداك وهو بيتك التاني ونتمنى لك قضاء اوقات سعيدة ومفيدة

اسرة منتديات الحلم
منتديات الحلم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعلانات مجانية اضف اعلانك هنا



جديد المحاضرات

جديد ملخصات الدروووس

امتحانات ، طريقة الاجابة
انظم لمعجبني مدونتا واحصل على جديد الاخبار والوظائف و المحاضرات

اذهب الى الأسفل
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:09
شخصيات اسلامية ...... تابعونا

المقداد بن عمرو - أول فرسان الاسلام


تحدث عنه أصحابه ورفاقه فقالوا:

" أول من عدا به فرسه في سبيل الله، المقداد بن الأسود..

والمقداد بن الأسود، هو بطلنا هذا المقداد بن عمرو كان قد حالف في الجاهلية
الأسود بن عبد يغوث فتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، حتى اذا نزلت
الآية الكريمة التي تنسخ التبني، نسب لأبيه عمرو بن سعد..

والمقداد من المبكّرين بالاسلام، وسابع سبعة جاهروا باسلامهم وأعلنوه،
حاملا نصيبه من أذى قريش ونقمتها، فيس شجاعة الرجال وغبطة الحواريين..!!

ولسوف يظل موقفه يوم بدر لوحة رائعة كل من رآه لو أنه كان صاحب هذا الموقف العظيم..

يقول عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله:

" لقد شهدت من المقداد مشهدا، لأن أكون صاحبه، أحبّ اليّ مما في الأرض جميعا".
في ذلك اليوم الذي بدأ عصيبا.ز حيث أقبلت قريش في بأسها الشديد واصرارها العنيد، وخيلائها وكبريائها..

في ذلك اليوم.. والمسلمون قلة، لم يمتحنوا من قبل في قتال من أجل الاسلام، فهذه أول غزوة لهم يخوضونها..

ووقف الرسول يعجم ايمان الذين معه، ويبلوا استعدادهم لملاقاة الجيش الزاحف عليهم في مشاته وفرسانه..

وراح يشاورهم في الأمر، وأصحاب الرسول يعلمون أنه حين يطلب المشورة والرأي،
فانه يفعل ذلك حقا، وأنه يطلب من كل واحد حقيقة اقتناعه وحقيقة رأيه، فان
قال قائلهم رأيا يغاير رأي الجماعة كلها، ويخالفها فلا حرج عليه ولا
تثريب..



وخاف المقدادا أن يكون بين المسلمين من له بشأن المعركة تحفظات... وقبل أن
يسبقه أحد بالحديث همّ هو بالسبق ليصوغ بكلماته القاطعة شعار المعركة،
ويسهم في تشكيل ضميرها.

ولكنه قبل أن يحرك شفتيه، كان أبو بكر الصديق قد شرع يتكلم فاطمأن المقداد
كثيرا.. وقال أبو بكر فأحسن، وتلاه عمر بن الخطاب فقل وأحسن..

ثم تقدم المقداد وقال:

" يا رسول الله..

امض لما أراك الله، فنحن معك..

والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى

اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون..

بل نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون..!!

والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا الى برك العماد لجالدنا معك من دونه حتى
تبلغه. ولنقاتلن عن يمينك وعن يسارك وبين يديك ومن خلفك حتى يفتح الله
لك".. انطلقت الكلمات كالرصاص المقذوف.. وتلل وجه رسول الله وأشرق فمه عن
دعوة صالحة دعاها للمقداد.. وسرت في الحشد الصالح المؤمن حماسة الكلمات
الفاضلة التي أطلقها المقداد بن عمرو والتي حددت بقوتها واقناعها نوع القول
لمن أراد قولا.. وطراز الحديث لمن يريد حديثا..!!



أجل لقد بلغت كلمات المقداد غايتها من أفئدة المؤمنين، فقام سعد بن معاذ زعيم الأنصار، وقال:

" يا رسول الله..

لقد آمنا بك وصدّقناك، وشهدنا أنّ ما جئت به هو الحق.. وأعطيناك على ذلك
عهودنا ومواثيقنا، فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. والذي عثك
بالحق.. لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد،
وما نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدا..

انا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعل الله يريك منا ما تقر عينك.. فسر على بركة الله"..

وامتلأ قلب الرسول بشرا..

وقال لأصحابه:" سيروا وأبشروا"..

والتقى الجمعان..

وكان من فرسان المسلمين يومئذ ثلاثة لا غير: المقداد بن عمرو، ومرثد بن أبي
مرثد، والزبير بن العوّام، بينما كان بقية المجاهدين مشاة، أو راكبين
ابلا..

**

ان كلمات المقداد التي مرّت بنا من قبل، لا تصور شجاعته فحسب، بل تصور لنا حكمته الراجحة، وتفكيره العميق..

وكذلك كان المقداد..

كان حكيما أريبا، ولم تكن حمته تعبّر عن نفسها في مجرّد كلمات، بل هي تعبّر
عن نفسها في مبادئ نافذة، وسلوك قويم مطرّد. وكانت تجاربه قوتا لحكته وريا
لفطنته..



ولاه الرسول على احدى الولايات يوما، فلما رجع سأله النبي:

" كيف وجدت الامارة"..؟؟

فأجاب في صدق عظيم:

" لقد جعلتني أنظر الى نفسي كما لو كنت فوق الناس، وهم جميعا دوني..

والذي بعثك بالحق، لا اتآمرّن على اثنين بعد اليوم، أبدا"..

واذا لم تكن هذه الحكمة فماذا تكون..؟

واذا لم يكن هذا هو الحكيم فمن يكون..؟

رجل لا يخدع عن نفسه، ولا عن ضعفه..

يلي الامارة، فيغشى نفسه الزهو والصلف، ويكتشف في نفسه هذا الضعف، فيقسم
ليجنّبها مظانه، وليرفض الامارة بعد تلك التجربة ويتتحاماها.. ثم يبر بقسمه
فلا يكون أميرا بعد ذلك أبدا..!!

لقد كان دائب التغني بحديث سمعه من رسول الله.. هوذا:

" ان السعيد لمن جنّب الفتن"..

واذا كان قد رأى في الامارة زهوا يفتنه، أو يكاد يفتنه، فان سعادته اذن في تجنبها..

ومن مظاهر حكمته، طول أناته في الحكم على الرجال..

وهذه أيضا تعلمها من رسول الله.. فقد علمهم عليه السلام أن قلب ابن آدم أسرع تقلبا من القدر حين تغلي..



وكان المقداد يرجئ حكمه الأخير على الناس الى لحظة الموت، ليتأكد أن هذا
الذي يريد أن يصدر عليه حكمه لن يتغير ولن يطرأ على حياته جديد.. وأي
تغيّر، أو أي جديد بعد الموت..؟؟

وتتألق حكمته في حنكة بالغة خلال هذا الحوار الذي ينقله الينا أحد أصحابه وجلسائه، يقول:



" جلسنا الى المقداد يوما فمرّ به رجل..

فقال مخاطبا المقداد: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى اله عليه وسلم..

والله لوددناةلو أن رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت فأقبل عليه المقداد وقال:

ما يحمل أحدكم على أن يتمنى مشهدا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان
يصير فيه؟؟ والله، لقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبّهم
الله عز وجل على مناخرهم في جهنم. أولا تحمدون الله الذي جنّبكم مثلا
بلائهم، وأخرجكم مؤمنين بربكم ونبيكم"..



حكمة وأية حكمة..!!

انك لا تلتقي بمؤمن يحب الله ورسوله، الا وتجده يتمنى لو أنه عاش أيام الرسول ورآه..!

ولكن بصيرة المقداد الحاذق الحكيم تكشف البعد المفقود في هذه الأمنية..

ألم يكن من المحتمل لهذا الذي يتمنى لو أنه عاش تلك الأيام.. أن يكون من أصحاب الجحيم..

ألم يكون من المحتمل أن يكفر مع الكافرين.

وأليس من الخير اذن أن يحمد الله الذي رزقه الحياة في عصور استقرّ فيها الاسلام، فأخذه صفوا عفوا..

هذه نظرة المقداد، تتألق حكمة وفطنة.. وفي كل مواقفه، وتجاربه، وكلماته، كان الأريب الحكيم..

**
وكان حب المقداد للاسلام عظيما..

وكان الى جانب ذلك، واعيا حكيما..

والحب حين يكون عظيما وحكيما، فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا، لا يجد غبطة هذا الحب في ذاته.. بل في مسؤولياته..

والمقداد بن عمرو من هذا الطراز..

فحبه الرسول. ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول، ولم يكن تسمع في
المدينة فزعة، الا ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول
الله ممتطيا صهوة فرسه، ممتشقا مهنّده وحسامه..!!

وحبه للاسلام، ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام.. ليس فقط من كيد أعدائه.. بل ومن خطأ أصدقائه..



خرج يوما في سريّة، تمكن العدو فيها من حصارهم، فأصدر أمير السرية أمره
بألا يرعى أحد دابته.. ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا، فخالفه،
فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق، أ، لعله لا يستحقها على الاطلاق..

فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح، فسأله، فأنبأه ما حدث

فأخذ المقداد بيمينه، ومضيا صوب الأمير، وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له:

" والآن أقده من نفسك..

ومكّنه من القصاص"..!!

وأذعن الأمير.. بيد أن الجندي عفا وصفح، وانتشى المقداد بعظمة الموقف،
وبعظمة الدين الذي أفاء عليهم هذه العزة، فراح يقول وكأنه يغني:

" لأموتنّ، والاسلام عزيز"..!!



أجل تلك كانت أمنيته، أن يموت والاسلام عزيز.. ولقد ثابر مع المثابرين على
تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة جعلته أهلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة
والسلام:

"ان الله أمرني بحبك..


[/size]
وأنبأني أنه يحبك

منقول من منتديات مكتوب
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:11


أبو أيوب الأنصاري ( انفروا خفافا وثقالا)

أبو أيوب الأنصاري - انفروا خفافا وثقالا
كان
الرسول عليه السلام يدخل المدينة مختتما بمدخله هذا رحلة هجرته الظافرة،
ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادّخر لها القدر ما لم يدخره
لمثلها في دنيا الناس..

وسار
الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة، ومحبة وشوقا...
ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامها كل يريد أن يستضيف رسول
الله..

وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف، فاعترضوا طريق الناقة قائلين:
" يا رسول الله، أقم عندنا، فلدينا العدد والعدة والمنعة"..
ويجيبهم الرسول وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة:
" خلوا سبيلها فانها مأمورة".
ويبلغ
الموكب دور بني بياضة، فحيّ بني ساعدة، فحي بني الحارث بن الخزرج، فحي عدي
بن النجار.. وكل بني قبيل من هؤلاء يعترض سبيل الناقة، وملحين أن يسعدهم
النبي عليه الصلاة والسلام بالنزول في دورهم.. والنبي يجيبهم وعلى شفتيه
ابتسامة شاكرة:

" خلوا سبيلها فانها مأمورة..

لقد
ترك النبي للمقادير اختيار مكان نزوله حيث سيكون لها المنزل خطره وجلاله..
ففوق أرضه سينهض المسجد الذي تنطلق منه الى الدنيا بأسرها كلمات الله
ونوره.. والى جواره ستقوم حجرة أو حدرات من طين وطوب.. ليس بها من متاع
الدنيا سوى كفاف، أو أطياف كفاف سيسكنها معلم، ورسول جاء لينفخ الحياة في
روحها الهامد. وليمنح كل شرفها وسلامها للذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا.. للذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم.. وللذين أخلصوا دينهم
للله.. للذين يصلحون في الأرض ولا يفسجون.

أجل كان الرسول عليه الصلاة والسلام ممعنا في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه..
من اجل هذا، ترك هو أيضا زمام ناقته وأرسله، فلا هو يثني به عنقها ولا يستوقف خطاها.. وتوجه الى الله بقلبه، وابتهل اليه بلسانه:
" اللهم خر لي، واختر لي"..
وأمام
دار بني مالك بن النجار بركت الناقة.. ثم نهضت وطوّفت بالمكان، ثم عادت الى
مبركها الأول، وألأقت جرانها. واستقرت في مكانها ونزل الرسول للدخول..
وتبعه رسول الله يخف به اليمن والبركة..

أتدرون
من كان هذا السعيدالموعود الذي بركت الناقة أمام داره، وصار الرسول ضيفه،
ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية..؟؟

انه بطل حديثنا هذا.. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد، حفيد مالك بن النجار..
لم يكن هذا أول لقاء لأبي أيوب مع رسول الله..
فمن قبل،
وحين خرج وفد المدينة لمبايعة الرسول في مكة تلك البيعة المباركة المعروفة
بـ بيعة العقبة الثانية.. كان أبو أيوب الأنصاري بين السبعين مؤمنا الذين
شدّوا أيمانهم على يمين الرسول مبايعين، مناصرين.


والآن
رسول الله يشرف المدينة، ويتخذها عاصكة لدين الله، فان الحظوظ الوافية
لأبي أيوب جعلت من داره أول دار يسكنها المهاجر العظيم، والرسول الكريم.

ولقد آثر
الرسول أن ينزل في دورها الأول.. ولكن ما كاد أبو أيوب يصعد الى غرفته في
الدور العلوي حتى أخذته الرجفة، ولم يستطع أن يتصوّر نفسه قائما أو نائما،
وفي مكان أعلى من المكان الذي يقوم فيه رسول الله وينام..

وراح يلح على النبي ويرجوه ان ينتقل الى طابق الدور الأعلى فاستجاب النبي لرجائه..
ولسوف يمكث النبي بها حتى يتمّ المسجد، وبناء حجرة له بجواره..
ومنذ بدأت قريش تتنمّر للاسلام وتشن اغاراتها على دار الهجرة بالمدينة، وتؤلب القبائل، وتجيش الجيوش لتطفئ نور الله..
منذ تلك البداية، واحترف أبو أيوب صناعة الجهاد في سبيل الله.
ففي بدر، وأحد والخندق، وفي كل المشاهد والمغازي، كان البطل هناك بائعا نفسه وماله لله ربو العالمين..
وبعد وفاة الرسول، لم يتخلف عن معركة كتب على المسلمين أن يخوضوها، مهما يكن بعد الشقة، وفداحة المشقة..
وكان شعاره الذي يردده دائما، في ليله ونهاره.. في جهره واسراره.. قول الله تعالى:
( انفروا خفافا وثقالا)..
مرة واحدة.. تخلف عن جيش جعل الخليفة أميره واحدا من شباب المسلمين، ولم يقتنع أبو أ]وب بامارته.
مرة واحدة لا غير.. مع هذا فان الندم على موقفه هذا ظل يزلزل نفسه، ويقول:
" ما عليّ من استعمل عليّ"..؟؟
ثم لم يفته بعد ذلك قتال

كان حسبه أن يعيش جنديا في جيش الاسلام، يقاتل تحت رايته، ويذود عن حرمته..
ولما وقع
الخلاف بين علي ومعاوية، وقف مع علي في غير تردد، لأنه الامام الذي أعطي
بيعة المسلمين.. ولما استشهد وانتهت الخلافة خعاوية وقف أبو أيوب بنفسه
الزاهدة، الصامدة التقية لا يرجو من الدنيا سوى أن يضل له مكان فوق أرض
الوغى، وبين صفوف المجاهدين..

وهكذا، لم يكد يبصر جيش الاسلام يتحرك صوب القسطنطينية حتى ركب فرسه، وحمل سيفه، وراح يبحث عن استشهاد عظيم طالما حنّ اليه واشتاق..

وفي هذه المعركة أصيب.
وذهب قائد جيشه ليعوده، وكانت أنفاسه تسابق أشواقه الى لقاء الله..
فسأله القائد، وكان يزيد بن معاوية:
" ما حاجتك أبا أيوب"؟
ترى، هل فينا من يستطيع أن يتصوّر أو يتخيّل ماذا كانت حاجة أبا أيوب..؟
كلا.. فقد كانت حاجته وهو يجود بروحه شيئا يعجز ويعيي كل تصوّر، وكل تخيّل لبني الانسان..
لقد طلب
من يزيد، اذا هو مات أن يحمل جثمانه فوق فرسه، ويمضي به الى أبعد مسافة
ممكنة في أرض العدو، وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق، حتى
يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، فيدرك آنئذ ـنهم قد أدركوا ما
يبتغون من نصر وفوز..

أتحسبون هذا شعرا..؟
لا.. ولا هو بخيال، بل واقع، وحق شهدته الدنيا ذات يوم، ووقفت تحدق بعينيها، وبأذنيها، لا تكاد تصدق ما تسمع وترى..
ولقد أنجز يزيد وصيّة أبي أيوب..
وفي قلب القسطنطينية، وهي اليوم استامبول، ثوى جثمان رجل عظيم، جدّ عظيم..

وحتى قبل أن يغمر الاسلام تلك البقاع، كان أهل القسطنطينية من الروم، ينظرون الى أبي أيوب في قبره نظرتهم الى قدّيس...
وانك لتعجب اذ ترى جميع المؤرخين الذين يسجلون تلك الوقائع ويقولون:
" وكان الروم يتعاهدون قبره، ويزورونه.. ويستسقون به اذا قحطوا"..

وعلى
الرغم من المعارك التي انتظمت حياة أبي أيول، والتي لم تكن تمهله ليضع
سيفه ويستريح، على الرغم من ذلك، فان حياته كانت هادئة، نديّة كنسيم
الفجر..


ذلك انه سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا فوعاه:
" واذا صليت فصل صلاة مودّع..
ولا تكلمن الناس بكلام تعتذر منه..
والزم اليأس مما في أيدي الناس"...
وهكذا لم يخض في لسانه فتنة..
ولم تهف نفسه الى مطمع..
وقضى حياته في أشواق عابد، وعزوف مودّع..
فلما جاء أجله، لم يكن له في طول الدنيا وعرضها من حاجة سوى تلك الأمنية لتي تشبه حياته في بطولتها وعظمتها:
" اذهبوا بجثماني بعيدا.. بعيدا.. في ارض الروم ثم ادفنوني هناك"...
كان يؤمن بالنصر، وكان يرى بنور بصيرته هذه البقاع، وقد أخذت مكانها بين واحات الاسلام، ودخلت مجال نوره وضيائه..
ومن ثمّ
أراد أن يكون مثواه الأخير هناك، في عاصمة تلك البلاد، حيث ستكون المعركة
الأخيرة الفاصلة، وحيث يستطيع تحت ثراه الطيّب، أن يتابع جيوش الاسلام في
زحفها، فيسمع خفق أعلامها، وصهيل خيلها، ووقع أقدامها، وصصلة سيوفها..

وانه اليوم لثاو هناك..
لا يسمع صلصلة السيوف، ولا صهيل الخيول..
قد قضي الأمر، واستوت على الجوديّ من أمد بعيد..
لكنه يسمع كل يوم من صبحه الى مسائه، روعة الأذان المنطلق من المآذن المشرّعة في الأفق..
أن:
الله أكبر..
الله أكبر..
وتجيب روحه المغتبطة في دار خلدها، وسنا مجدها:
هذا ما وعدنا الله ورسوله
وصدق الله ورسوله....

منقول للافادة والاستفادة
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:16


طلحة بن عبيد الله - صقر يوم أحد



[size=21]( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا)...

تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة، ثم استقبل وجوه أصحابه، وقال وهو يشير الى طلحة:
" من سرّه أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة"..
ولم تكن ثمة بشرى يتمنّاها أصحاب رسول الله، وتطير قلوبهم شوقا اليها أكثر من هذه التي قلّدها النبي طلحة بن عبيد الله..

لقد
اطمأن اذن الى عاقبة أمره ومصير حياته.. فسيحيا، ويموت، وهو واحد من الذين
صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فتنة، ولن يدركه لغوب..

ولقد بشّره الرسول بالجنة، فماذا كانت حياة هذا المبشّر الكريم..؟؟

**

لقد
كان في تجارة له بأرض بصرى حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن
النبي الذي سيخرج من بلاد الحرم، والذي تنبأ به الأنبياء الصالحون قد أهلّ
عصره وأشرقت أيامه..

وحّر طلحة أن يفوته موكبه، فانه موكب الهدى والرحمة والخلاص..
وحين
عاد طلحة الى بلده مكة بعد شهور قضاها في بصرى وفي السفر، الفى بين أهلها
ضجيجا.. وسمعهم يتحدثون كلما التقى بأحدهم، أو بجماعة منهم عن محمد
الأمين.. وعن الوحي الذي يأتيه.. وعن الرسالة التي يحملها الى العرب خاصة،
والى الناس كافة..

وسأل طلحة أول ما سأل أبي بكر فعلم أنه عاد مع قافلته وتجارته من زمن غير بعيد، وأنه يقف الى جوار محمد مؤمنا منافحا، أوّابا..
وحدّث طلحة نفسه: محمد، وأبو بكر..؟؟
تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبدا.
ولقد
بلغ محمد الأربعين من عمره، وما عهدنا عليه خلال هذا العمر كذبة واحدة..
أفيكذب اليوم على الله، ويقول: أنه أرسلني وأرسل اليّ وحيا..؟؟


وهذا هو الذي يصعب تصديقه..
وأسرع طلحة الخطى ميمما وجهه شطر دار أبي بكر..
ولم يطل الحديث بينهما، فقد كان شوقه الى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعته أسرع من دقات قلبه..
فصحبه أبو بكر الى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أسلم وأخذ مكانه في القافلة المباركة..
وهكذا كان طلحة من المسلمين المبكرين.

**

وعلى
الرغم من جاهه في قومه، وثرائه العريض، وتجارته الناجحة فقد حمل حظه من
اضطهاد قريش، اذ وكل به وبأبي بكر نوفل بن خويلد، وكان يدعى أسد قريش، بيد
أن اضطهادهما لم يطل مداه، اذ سرعان ما خجلت قريش من نفسها، وخافت عاقبة
أمرها..

وهاجر
طلحة الى المدينة حين أمر المسلمون بالهجرة، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم، عدا غزوة بدر، فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان
قد ندبه ومعه سعيد بن زيد لمهمة خارج المدينة..

ولما
أنجزاها ورجعا قافلين الى المدينة، كان النبي وصحبه عائدين من غزوة بدر،
فآلم نفسيهما أن يفوتهما أجر مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد في
أولى غزواته..

بيد
أن الرسول أهدى اليهما طمأنينة سابغة، حين انبأهما أن لهما من المثوبة
والأجر مثل ما للمقاتلين تماما، بل وقسم لهما من غنائم المعركة مثل من
شهدوها..

وتجيء
غزوة أحد لتشهد كل جبروت قريش وكل بأسها حيث جاءت تثأر ليوم بدر وتؤمّن
مصيرها بانزال هزيمة نهائية بالمسلمين، هزيمة حسبتها قريش أمرا ميسورا،
وقدرا مقدورا..

ودارت حرب طاحنة سرعان ما غطّت الأرض بحصادها الأليم.. ودارت الدائرة على المشركين..

ثم لما رآهم المسلمون ينسحبون وضعوا أسلحتهم، ونزل الرماة من مواقعهم ليحوزوا نصيبهم من الغنائم..
وفجأة عاد جيش قريش من الوراء على حين بغتة، فامتلك ناصية الحرب زمام المعركة..
واستأنف القتال ضراوته وقسوته وطحنه، وكان للمفاجأة أثرها في تشتيت صفوف المسلمين..
وأبصر طلحة جانب المعركة التي يقف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألفاه قد صار هدفا لقوى الشرك والوثنية، فسارع نحو الرسول..
وراح رضي الله عنه يجتاز طريقا ما أطوله على قصره.. طريقا تعترض كل شبر منه عشرات السيوف المسعورة وعشرات من الرماح المجنونة
ورأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعيد يسيل من وجنته الدمو ويتحامل على
نفسه، فجنّ جنونه، وقطع طريق الهول في قفزة أو قفزتين وأمام الرسول وجد ما
يخشاه.. سيوف المشركين تلهث نحوه، وتحيط به تريد أن تناله بسوء..


ووقف طلحة كالجيش اللجب، يضرب بسيفه البتار يمينا وشمالا..
ورأى دم الروسل الكريم ينزف، وآلامه تئن، فسانده وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه..
كان
يساند الرسول عليه الصلاة والسلام بيسراه وصدره، متأخرا به الى مكان آمن،
بينما بيمينه، بارك الله يمينه، تضرب بالسيف وتقاتل المشركين الذين أحاطوا
بالرسول، وملؤا دائرة القتال مثل الجراد..

ولندع الصدّيق أبا بكر رضي الله عنه يصف لنا المشهد..
تقول عائشة رضي الله عنها:
"
كان أبو بكر اذا ذكر يوم أحد يقول: ذلك كله كان يوم طلحة.. كنت أول من جاء
الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم ولأبي
عبيدة بن الجرّاح: دونكم اخاكم.. ونظرنا واذا به بضع وسبعون بين طعنة..
وضربة ورمية.. واذا أصبعه مقطوع. فأصلحنا من شانه" .


**

وفي جميع المشاهد والغزوات، كان طلحة في مقدّمة الصفوف يبتغي وجه الله، ويفتدي راية رسوله.
ويعيش
طلحة وسط الجماعة المسلمة، يعبد الله مع العابدين، ويجاهد في سبيله مع
المجاهدين، ويرسي بساعديه مع سواعد اخوانه قواعد الدين الجديد الذي جاء
ليخرج الناس من الظلمات الى النور..

فاذا قضى حق ربه، راح يضرب في الأرض، ويبتغي من فضل الله منمّيا تجارته الرابحة، وأعماله الناجحة.
فقد كان طلحة رضي الله عته من أكثر المسلمين ثراء، وأنماهم ثروة..
وكانت ثروته كلها في خدمة الدين الذي حمل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته...
كان ينفق منها بغير حساب..
وكان اله ينمّيها له بغير حساب

لقد لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ طلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفيّاض اطراء لجوده المفيض.
وما أكثر ما كان يخرج من ثروته مرة واحدة، فاذا الله الكريم يردها اليه مضاعفة.

تحدّثنا زوجته سعدى بنت عوف فتقول:
" دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته ما شانك..؟
فقال المال الذي عندي.. قد كثر حتى أهمّني وأكربني..
وقلت له ما عليك.. اقسمه..
فقام ودعا الناس، واخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهم"...
ومرّة أخرى باع أرضا له بثمن مرتفع، ونظر الى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال:
" ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله"...
ثم دعا بعض أصحابه وحمل معهم أمواله هذه، ومضى في شوارع المدينة وبيوتها يوزعها، حتى أسحر وما عنده منها درهم..
ويصف جابر بن عبدالله جود طلحة فيقول:
"
ما رأيت أحد اعطى لجزيل مال من غير مسألة، من طلحة بن عبيد الله".وكان أكثر
الناس برّا بأهله وبأقربائه، فكان يعولهم جميعا على كثرتهم..

وقد قيل عنه في ذلك:
".. كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مؤنته، ومؤنة عياله..
وكان يزوج أيامهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم"..

ويقول السائب بن زيد:
" صجبت طلحة بن عبيدالله في السفر والحضر فما وجدت أحدا، أعمّ سخاء على الدرهم، والثوب والطعام من طلحة"..

وتنشب الفتنة المعروفة في خلافة عثمان رضي الله عنه..
ويؤيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، ويزكي معظمهم فيما كانوا ينشدونه من تغيير واصلاح..
أكان بموقفه هذا، يدعو الى قتل عثمان، أو يرضى به..؟؟ كلا...
ولو
كان يعلم أن الفتنة ستتداعى حتى تتفجر آخر الأمر حقدا مخبولا، ينفس عن
نفسه في تلك الجناية البشعة التي ذهب ضحيتها ذو النورين عثمان رضي الله
عنه..

نقول:
لو كان يعلم أن الفتنة ستتمادى الى هذا المأزق والمنتهى لقاومها، ولقاومها
معه بقية الأصحاب الذين آزروها أول أمرها باعتبارها حركة معارضة وتحذير،
لا أكثر..


على
أن موقف طلحة هذا، تحوّل الى عقدة حياته بعد الطريقة البشعة التي حوصر بها
عثمان وقتل، فلم يكد الامام عليّ يقبل بيعة المسلمين بالمدينة ومنهم طلحة
والزبير، حتى استأذن الاثنان في الخروج الى مكة للعمرة..

ومن مكة توجها الى البصرة، حيث كانت قوات كثيرة تتجمّع للأخذ بثأر عثمان..
وكانت وقعة الجمل حيث التقى الفريق المطالب بدم عثمان، والفريق الذي يناصر عليّا..
وكان
عليّ كلما أدار خواطره على الموقف العسر الذي يجتازه الاسلام والمسلمون في
هذه الخصومة الرهيبة، تنتفض همومه، وتهطل دموعه، ويعلو نشيجه..


لقد اضطر الى امأزق الوعر..
فبوصفه خليفة المسلمين لا يستطيع، وليس من حقه أن يتسامح تجاه أي تمرّد على الدولة، أو أي مناهضة مسلحة للسلطة المشروعة..
وحين
ينهض لقمع تمرّد من هذ النوع، فان عليه أن يواجه اخوانه وأصحابه وأصدقاءه،
وأتباع رسوله ودينه، أولئك الذين طالما قاتل معهم جيوش الشرك، وخاضوا معا
تحت راية التوحيد معارك صهرتهم وصقلتهم، وجعلت منهم اخوانا بل اخوة
متعاضدين..

فأي مأزق هذا..؟ وأي ابتلاء عسير..؟
وفي سبيل التماس مخرج من هذا المأزق، وصون دماء المسلمين لم يترك الامام علي وسيلة الا توسّل بها، ولا رجاء الا تعلق به.
ولكن
العناصر التي كانت تعمل ضدّ الاسلام، وما أكثرها، والتي لقيت مصيرها
الفاجع على يد الدولة المسلمة، أيام عاهلها العظيم عمر، هذه العناصر كانت
قد أحكمت نسج الفتنة، وراحت تغذيها وتتابع سيرها وتفاقمها...


**

بكى عليّ بكاء غزيرا، عندما أبصر أم المؤمنين عائشة في هودجها على رأس الجيش الذي يخرج الآن لقتاله..
وعندما أبصر وسط الجيش طلحة والزبير، حوراييّ رسول الله..
فنادى طلحة والزبير ليخرجا اليه، فخرجا حتى اختلفت أعناق أفراسهم..
فقال لطلحة:
" يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها. وخبأت عرسك في البيت"..؟؟
ثم قال للزبير:
" يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك: يا زبير، ألا تحبّ عليّا..؟
فقلت: ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني..؟؟
فقال لك: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم"..
قال الزبير رضي الله عنه: نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك..
وأقلع الزبير وطلحة عن الاشتراك في هذه الحرب الأهلية..
أقلعا فور تبيّنهما الأمر، وعندما أبصرا عمار بن ياسر يحارب في صف عليّ، تذكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمّار:
" تقتلك الفئة الباغية"..
فان قتل عمّار اذن في هذه المعركة التي يشترك فيها طلحة، فسيكون طلحة باغيا...

**

انسحب طلحة والزبير من القتال، ودفعا ثمن ذلك الانسحاب حياتهما، ولكنهما لقيا الله قريرة أعينهما بما منّ عليهما من بصيرة وهدى..
أما الزبير فقد تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غيلة وغدرا وهو يصلي..
وأما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته..

**

كان مقتل عثمان قد تشكّل في نفسية طلحة، حتى صار عقدة حياته..
كل
هذا، مع أنه لم يشترك بالقتل، ولم يحرّض عليه، وانما ناصر المعارضة ضدّه،
يوم لم يكن يبدو أن المعارضة ستتمادى وتتأزم حتى تتحول الى تلك الجريمة
البشعة..


وحين
أخذ مكانه يوم الجمل مع الجيش المعادي لعلي بن أبي طالب والمطالب بدم
عثمان، كان يرجو أن يكون في موقفه هذا كفّارة تريحه من وطأة ضميره..

وكان قبل بدء المعركة يدعو ويضرع بصوت تخنقه الدموع، ويقول:
" اللهم خذ مني لعثمان اليوم حتى ترضى"..

فلما واجهه عليّ هو والزبير، أضاءت كلمات عليّ جوانب نفسيهما، فرأيا الصواب وتركا أرض القتال..
بيد أن الشهادة من حظ طلحة يدركها وتدركه أيّان يكون..
ألم يقل الرسول عنه:
" هذا ممن قضى نحبه، ومن سرّه أن يرى شهيدا يمشي على الأرض، فلينظر الى طلحة"..؟؟
لقي الشهيد اذن مصيره المقدور والكبير، وانتهت وقعة الجمل.
وأدركت
أم المؤمنين أنها تعجلت الأمور فغادرت البصرة الى البيت الحرام فالمدينة،
نافضة يديها من هذا الصراع، وزوّدها الامام علي في رحلتها بكل وسائل الراحة
والتكريم..

وحين كان عليّ يستعرض شهداء المعركة راح يصلي عليهم جميعا، الذين كانوا معه، والذين كانوا ضدّه..
ولما فرغ من دفن طلحة، والزبير، وقف يودعهما بكلمات جليلة، اختتمها قائلا:
"
اني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم:
(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ
مُّتَقَابِلِينَ)"..

ثم ضمّ قبريهما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال:
" سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
[size=21][b]" طلحة والزبير، جاراي في الجنّة
منقول


Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:19

أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه





هذا الصحابيُّ الجليلُ يُدْعَى خالدَ بنَ زيدِ بنِ كُلَيبٍ ، من بني النجَّار.

أمَّا كُنْيَتُه فأبو أيوبَ، وأما نِسْبَتُهُ فإلى الأنصار.

ومن مِنَّا مَعْشَرَ المسلمين لا يعْرفُ أبا أيوبَ الأنصاريَّ؟!

فقد رَفَعَ اللّهُ في الخافِقَيْن (1) ذِكْرَه، وأعْلَى في الأنامِ (2)
قدْرَه حينَ اخْتارَ بيتَه من دون بيوتِ المسلمين جميعاً لِينزلَ فيه
الكريمُ لَمَّا حَلَّ في المدينَةِ مهاجراً، وحَسْبُه بذلك فَخْراً.

ولِنُزولِ الرسولِ صلواتُ اللّهِ عليه في بيتِ أبى أيوبَ قِصَّةٌ يَحْلو تَرْدادُها ويلَذّ تكْرارُها.

ذلك أنَّ النبيَّ عليه الصلاةُ والسَّلامُ حينَ بَلَغ المدينةَ تلَقتْه أفْئِدَةُ أهْلِها بأكْرَم ما يُتَلَقَّى به وافدٌ...

وَتَطَلَّعَتْ إليه عيونُهم تَبُثُّه شوقَ الحبيبِ إلى حبيبه...

وفتحوا له قلوبَهم ليحلَّ مِنْها في السُّوَيداءِ...


وأشْرَعوا (3) له أبوابَ بيوتِهم لِيَنْزِلَ فيها أعزَّ مَنْزِل.

لكنَّ الرسولَ صَلَواتُ اللّهِ عليه، قَضَى في قُبَاءَ (4) من ضواحِي
المدينةِ أيَاماً أربعةً، بَنَى خِلالَها مَسْجِدَه الذي هو أولُ مَسْجِدٍ
أسّس على التَّقْوى.

ثم خَرَجَ منها راكِباً ناقَته، فَوقَفَ ساداتُ يثربَ في طريقها، كُل يريدُ
أن يَظْفَرَ بِشَرَفِ نزولِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِه...

وكانوا يَعْتَرِضون الناقَةَ سَيِّداً إثْرَ سيِّدٍ ، ويقولون:

أقم عندنا يا رسول اللّه في العَدَد والعُدَد والمَنَعِة (5)، فيقولُ لهم:

دعوها فإنَّها مأمُورَة.

وتظلُّ الناقَةُ تَمْضِى إلى غايتِها تَتْبَعُها العيونُ، وتَحُفُّ بها القلوب...

فإذا جازَت منزِلاً حَزِنَ أهلُه وأصابَهُمُ اليأسُ، بينما يُشْرِقُ الأمَلُ في نفوسِ من يليهم.

وما زالَتِ الناقةُ على حالها هذه، والناسُ يَمْضُون في إثْرِها، وهُمْ
يتلهَّفون شَوْقاً لمعرفةِ السَّعِيدِ المحظوظِ حتَّى بلغتْ ساحَة خَلاءً
أمامَ بيتِ أبى أيوب الأنْصاريِّ، وبَرَكَتْ فيها...

لكِنَّ الرسولَ عليه الصلاةُ والسَّلامُ لم ينزِلْ عنها...

فما لَبِثَتْ أن وَثَبَتْ وانْطَلَقَتْ تَمْشِى، والرسولُ مُرْخ لها
زِمامَها، ثم ما لبِثَتْ أنْ عادَت أدْراجَها وبَرَكَتْ في مَبْرَكِها
الأوَّلِ.

عند ذلك غَمَرَتِ الفَرْحَةُ فؤادَ أبى أيوبَ الأنصاريِّ، وبادَرَ إلى
رسولِ اللّهِ صلواتُ اللّهِ عليه يُرَحِّبُ به، وحَمَلَ مَتاعَه بَيْنَ
يديه، وكأنَّما يَحْمِل كنوزَ الدنيا كلَّها ومضَى به إلى بيته.


***

كان منزلُ أبي أيوبَ يتألَّفُ من طَبَقَةٍ فَوْقَها عُلِّيَّة، فأخْلَى
العُلِّيةَ من مَتاعِه ومتاع أهلِه ليْنزِلَ فيها رسولَ اللّهِ...

لكِنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلامُ آثرَ عليها الطبقةَ السُّفْلَى، فامتثلَ أبو أيوبَ لأمْرِه، وأنزلَهُ حيثُ أحَـبَّ.

ولما أقْبَلَ الليلُ، وأوَى الرسولُ صلواتُ اللّهِ عليه إلى فراشِه، صَعِدَ
أبو أيوبَ وزوجُه إلى العُلِّيَّةِ وما إن أغلقا عليهما بابَهما حتَّى
التفَت أبو أيوب إلى زوجتِه وقال: ويْحَكِ، ماذا صَنَعْنَا ؟!!

أيكونُ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أسفلَ، ونحن أعْلَى منه؟!!

أنمشي فوقَ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ؟!

أنصيرُ بين النَّبِيِّ والوَحْي ؟! إنَّا إذَنْ لهَالِكون.

وسُقِطَ (6) في أيدي الزوْجين وهُما لا يدْرِيان ما يفعلان.

ولم تَسْكنْ نفساهما بَعْضَ السُّكونِ إلا حينَ انْحازا إلى جانبِ
العُلِّيَّةِ الذي لا يَقَعُ فوقَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ،

والتَزَماه لا يَبْرَحانِه إلا ماشِيَيْن على الأطرَافِ مُتباعِدَين عن الوَسَطِ.

فلما أصْبَحَ أبو أيوب؛ قال للنبيِّ عليه الصلاةُ والسَّلامُ: واللّهِ ما أغْمضَ لنا جفنٌ في هذه الليلةِ لا أنا ولا أمّ أيوبَ.

فقال عليه الصلاةُ السَّلامُ:

ومِمَ ذاكَ يا أبا أيوبَ؟!

قال: ذكرتُ أني على ظَهرِ بيتٍ أنتَ تحتَـه، وأني إذا تحَرَّكتُ تَنَاثَرَ
عليك الْغُبَارُ فَآذاك، ثم إني غَدَوْتُ بينَك وبينَ الوَحي.

فقال له الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ:


هوِّن عليك يا أبا أيوب، إنَّه أرْفَقُ بنا أنْ نكونَ في السُّفْلِ، لِكَثْرَةِ من يَغشانا (7) من النَّاسَ.

قال أبو أيوبَ:

فامتَثَـلْتُ لأمْرِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أن كانَت ليلةٌ
باردةٌ فانكَسَرَتْ لنا جَرَّةٌ وأريقَ ماؤها في العُلِّيَّة، فقمتُ إلى
الماءِ أنا وأمُّ أيوبَ، وليسَ لدينا إلا قطيفَةٌ كُنَّا نَتَّخِذُها
لِحَافاً، وجَعَلْنَا نُنشِّفُ بها الماءَ خَوْفاً مِنْ أنْ يَصِلَ إلى
رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم .

فلما كان الصباحُ غدوتُ على الرسولِ صلواتُ اللّهِ عليه، وقلتُ:

بأبي أنتَ وأمِّي، إني أكْرَهُ أنْ أكونَ فوقَكَ، وأن تكـونَ أسفَلَ مني،
ثم قَصصْتُ عليه خَبَرَ الجرَّةِ، فاسْتَجَاب لي، وصَعِدَ إلى العُلِّيةِ،
ونَزَلْتُ أنا وأمُّ أيوبَ إلى السُّفْلَ.

***

أقام النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ في بيتِ أبى أيوبَ نَحْواً من
سَبْعَةِ أشهرٍ ، حتَّى تَمَّ بناءُ مَسْجِدِهِ في الأرضِ الخَلاءِ التي
بَرَكَتْ فيها الناقَةُ، فانْتَقَلَ إلى الحُجُراتِ التي أقيمَت حَوْلَ
المسجـدِ له ولأزْواجِـه، فَغَدا جـاراً لأبى أيوبَ، أكْرِمْ بهمـا مِنْ
مُتَجاوِرَيْن.

***

أحبَّ أبو أيوبَ رسولَ اللّهِ صلواتُْ اللّه عليه حبّاً ملكَ عليه قلبَه
ولبَّه، وأحبَّ الرسولُ الكريمُ أبا أيوبَ حبّاً أزالَ الكُلفة فيما بينَه
وبينَه، وجَعَلَه ينظرُ إلى بيتِ أبي أيوبَ كأنه بيتُه.

***

حدَّث ابنُ عَبَّاس (Cool قال:


خرجَ أبو بكرٍ رضِيَ اللّهُ عنه بالهاجِرَةِ (9) إلى المسجدِ فرَاه عمرُ رضيَ اللّهُ عنه، فقال:

يا أبا بكرٍ ما أخْرَجَكَ هذه الساعَةَ؟!

قال: ما أخرجني إلا ما أجِدُ من شِدَّة الجوعَ.

فقال عمر:

وأنا واللّهِ ما أخرَجَني غيرُ ذلك.

فَبَيْنَمَا هُما كذلك إذْ خَرَجَ عليهما رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ما أخْرَجَكُمَا هذه الساعةَ؟!

قالا:

واللّهِ ما أخْرَجَنَا إلا مَا نَجِدُه في بطونِنا من شِدَّةِ الجوعِ.

قال عليه الصلاة والسَّلامُ: وأنا- والذي نفسِي بيدِه- ما أخرَجَني غيرُ ذلك.

قُومَا معى، فانطَلقوا فأتَوا بابَ أبي أيوبَ الأنصاريِّ رضيَ اللّهُ عنه،
وكان أبو أيوبَ يَدَّخِرُ لرسولِ اللّه كلَّ يومٍ طعاماً، فإذا أبطأ عنه
ولم يَأتِ إليه في حينِه أطعمَه لأهلِهِ.

فلما بلغوا البابَ خَرَجتْ إليهم أمُّ أيوبَ، وقالت:

مَرْحباً بنَبيِّ اللّهِ وبمن معه، فقال لها النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ:

أينَ أبو أيوبَ؟ فَسَمِعَ أبو أيوبَ صوتَ النبيِّ- وكان يَعْمَلُ في نَخْل قريبٍ له- فأقْبَلَ يُسْرِعُ، وهو يقول:

مَرْحباً برسولِ اللّهِ وبمن مَعَه، ثم أتبعَ قائلاً: يا نبيَّ اللّهِ ليسَ
هذا بالوقتِ الذي كنتَ تجيءُ فيه، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: صَدَقْتَ،
ثم انطلق أبو أيوبَ إلى نَخِيلهفقطعَ منه عِذْقاً فيه تمرٌ ورُطَبٌ
وبُسْرٌ (10).


فقال عليه الصلاةُ والسلامُ:

ما أردتُ أن تَقْطَعَ هذا، ألا جنَيْتَ لنا من تمره؟

قال: يا رسول اللّهِ أحْبَبْتُ أنْ تأكلَ من تمرِه ورُطَبِه وبُسْرِه، ولأذْبَحَنَّ لك أيضاً.

قال:

إنْ ذَبَحْتَ فلا تَذْبَحنَّ ذاتَ لَبَن.

فأخَذَ أبو أيوبَ جَدْياً فذَبَحَه، ثم قال لامرَأتِه:

اعْجِـني واخبزي لنا، وأنتِ أعْلَمُ بالخَبْزِ، ثم أخذ نِصْفَ الجَدْيِ
فَطبخَـه، وعَمَدَ إلى نِصْفه الثاني فشَوَاه، فلمَّا نَضِجَ الطَّعَامُ
ووُضِعَ بين يَدَي النبيِّ وصاحبيه، اخَذَ الرسولُ قِطْعَةً من الجَدْيِ
وَوَضَعها في رغيفٍ ، وقال:

يا أبا أيوبَ بادِر (11) بهذه القِطْعَةِ إلى فاطمَةَ، فإنَّها لم تُصِبْ مثلَ هذا منذُ أيام.

فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم :

خبزٌ ، ولحمٌ ، وتمرٌ ، و بُسْرٌ ، و رُطَـب!!!

وَدَمَعَتْ عيناه ثم قال: والذي نفْسي بيدهِ إنَّ هذا هو النعيمُ الذي
تُسْألون عنه يومَ القيامةِ، فإذا أصَبْتُمْ (12) مثلَ هذا فَضَرَبْتُم
بأيديكم فيه فقولوا:

بِسم اللّهِ، فإذا شبِعْتُم فقولوا:

الحمدُ للّهِ الذي هو أشْبَعَنا وأنعَمَ علينا فأفضلَ.

ثم نَهَضَ الرسولُ صَلَوَاتُ اللّهِ عليه، وقال لأبي أيوبَ:

ائتِنَا غداً.


وكان عليه الصلاةُ والسلامُ لا يَصنَعُ له أحدٌ معروفاً إلا أحبَّ أنْ يُجَازِيَه عليه؛ لكِنَّ أبا أيوبَ لم يَسْمَعْ ذلك.

فقال له عمرُ رضوانُ اللّه عليه:

إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يأمركَ أنْ تأتِيَه غداً يا أبا أيوبَ.

فقال أبو أيوب:

سمعاً وطاعةً لرسولَ اللّهِ.

فلمَّا كان الغَدُ ذَهَبَ أبو أيوبَ إلى النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسلامُ فأعطاه وليدَةً (13) كانت تَخْدِمُه، وقال له:

اسْتَوصِ بها خيراً- يا أبا أيوبَ- فإنّا لم نَرَ مِنْها إلا خَيْراً ما دامت عندنا.

***

عاد أبو أيوبَ إلى بيته ومعه الوليدةُ؛ فلما رأتها أمُّ أيوبَ:

قالت: لمن هذه يا أبا أيوبَ؟!

قال:

لنا... منَحَنَا إيَّاها رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم.

فقالت:

أعظِمْ بهِ من مانِحٍ وأكرِمْ بها من مِنْحةٍ .

فقال:

وقد أوصانا بها خيراً.

فقالت:

كيفَ نَصْنَعُ بِها حتَّى نُنَفِّذَ وَصِيَّةَ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ؟

فقال:

واللّهِ لا أجِدُ لِوَصيَّةِ رسولِ اللّهِ بها خيراً من أنْ أعْتِقَها.


فقالت:

هُديتَ إلى الصَّوابِ، فأنْتَ مُوَفَّقٌ ... ثم أعْتَقَها.

***

هذه بعضُ صورِ حياة أبى أيوبَ الأنصاريِّ في سِلْمه، فلو أتيح لَكَ أنْ تَقِفَ على بَعْضِ صورِ حياتِه في حَرْبه لرأيت عجباً...

فقد عاش أبو أيوبَ رَضِىَ اللّه عنه طولَ حياتِه غازياً حتَّى قيلَ: إنَّه
لم يتخلّفْ عن غَزْوةٍ غزاها المسلمون مُنْذُ عَهْدِ الرسولِ إلى زَمَن
معاويةَ إلا إذا كان مُنْشَغِلاً عنها بِأخْرَى.

وكانت آخِرُ غزواتِه حينَ جَهَّزَ مُعـاويَةُ جَيشـاً بِقِيَادَةِ ابنهِ
يزيدَ، لِفَتْح القُسْطنطنيَّةِ وكان أبو أيوبَ آنذاك شيخاً طاعناً في السن
يحبو نحو الثمانين من عُمُرِه فلم يَمْنَعْه ذلك من أنْ يَنْضوي (14)
تَحْتَ لواءِ يزيدَ، وأنْ يَمْخُر عُبابَ (15) البَحر غازياً في سبيل
اللّهِ.

لكِنَّه لم يَمْضِ غيرُ قليل على منازَلَةِ العَدُوِّ حتَّى مَرِض أبو
أيوبَ مَرَضاً أقْعَده عن مُوَاصَلَةِ القتالِ، فجاء يزيدُ لِيَعودَه
وسألهَ:

ألكَ من حاجَةٍ يا أبا أيوبَ؟

فقال: اقرأ عَني السلامَ على جنودِ المسلمين، وقُلْ لهم: يوصيكم أبو أيوبَ
أن تُوغِلوا في أرضِ العَدُوِّ إلى أبعدِ غايةٍ ، وأن تَحْمِلوه مَعَكُم،
وأن تَدْفِنوه تَحْتَ أقدامِكم عِنْدَ أسوار القُسْطَنْطنية. ولَفَظَ
أنفاسَه الطاهِرَةَ.

***

استجابَ جندُ المسلمين لِرَغْبَةِ صاحبِ رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ،
وكرّوا على جُنْدِ العدوِّ الكَرَّة بَعْدَ الكرَّةِ حتَّى بلغوا أسْوارَ
القُسْطَنْطِينيةِ وهم يَحْمِلون أبا أيوب معهم. وهناك حفَروا له قبراً
ووارَوْهُ فيه.


***

رَحِـمَ اللّهُ أبا أيوب الأنصـاريَّ، فقد أبى إلا أنْ يموتَ على ظُهورِ
الجيادِ الصافِنَاتِ غازياً في سبيل اللّه... وسِنُّه تقارب الثمانين...
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:19
أبو بكر الصديق رضى الله عنه


ما اسم و نسب الخليفة الأول ؟
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤى بن غالب القرشى التيمي
و يلتقى مع النبي صلي الله عليه وسلم فى النسب فى الجد السادس مرة بن كعب .

ما لقب الخليفة الأول ؟
الصديق رضى الله عنه .

من الذى لقبه بهذا اللقب ؟
النبي صلي الله عليه وسلم هو الذى لقبه به

صحيح البخاري، الإصدار 2.03 - للإمام البخاري >> الجزء الثاني
>> 66 - كتاب فضائل الصحابة >> 5 - باب: قول النبي صلى الله
عليه وسلم: (لو كنت متخذا خليلا).
3472 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا يحيى، عن سعيد، عن قتادة: أن أنس بن مالك
رضي الله عنه حدثهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر وعمر
وعثمان، فرجف بهم، فقال: (اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق،
وشهيدان).[3483، 3496][ش (فرجف) اضطرب، وذلك معجزة. (صديق) صيغة مبالغة من
الصدق، والمراد به أبو بكر رضي الله عنه. (شهيدان) هما عمر وعثمان رضي الله
عنهما، وقد ماتا شهيدين].


لماذا لقب بهذا اللقب ؟
لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي صلي الله عليه وسلم
المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم
النيسابوري. << المجلد الثالث >> -31- كتاب معرفة الصحابة رضي
الله تعالى عنهم >> أبو بكر بن أبي قحافة -رضي الله تعالى عنهما-
4407/5- أخبرني مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي،
حدثنا محمد بن كثير الصنعاني، حدثنا معمر بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت:
لما أسري بالنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس.
فمن كان آمنوا به وصدقوه وسمعوا بذلك إلى أبي بكر -رضي الله تعالى عنه-، فقالوا:
هل لك إلى صاحبك، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال:
أو قال ذلك؟
قالوا: نعم.
قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق.
قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح.
قال: نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة.
فلذلك سمي أبو بكر الصديق.
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. (ج/ص: 3/66)

اذكر اللقب الثاني للصديق رضى الله عنه ؟
العتيق : لقبه به النبي صلي الله عليه وسلم
سنن الترمذي (وشرح العلل)، الإصدار 2.12 - للإمام الترمذي >>
المُجَلَّد الخَامِس >> أبواب المَنَاقِب عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم >> 63- بابٌ
3760 - حَدَّثَنَا الأَنْصَاريُّ أَخْبَرَنَا معنٌ أَخْبَرَنَا إسْحَاقُ
عَن يَحْيى بنِ طلحةَ عَن عمِّهِ إسْحَاقَ بنِ طلحةَ عَن عَائِشَةَ: "أنَّ
أبا بكرٍ دخلَ على رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ
أنتَ عتيقُ اللَّهِ من النَّارِ فيومئذٍ سُمِّيَ عتيقاً". هَذَا حَدِيثٌ
غَرِيْبٌ. وروى بعضهمْ هَذَا الحَدِيثَ عَن معنٍ وقَالَ عَن مُوسَى بنِ
طلحةَ عَن عَائِشَةَ.

المستدرك على الصحيحين،الإصدار 2.02 - للإمام محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
المجلد الثالث >> -31- كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم
>> ذكر مناقب: محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد -رضي الله تعالى
عنهما-
5611/1209- حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا ربيع بن سليمان، حدثنا
عبد الله بن وهب، أخبرني إسحاق بن يحيى، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال:
دخلت على أم المؤمنين، وعائشة بنت طلحة، وهي تقول لأمها أسماء:
أنا خير منك، وأبي خير من أبيك.
قال: فجعلت أمها تشتمها، وتقول:
أنت خير مني؟
فقالت أم المؤمنين عائشة: ألا أقضي بينكما؟
قالت: فإن أبا بكر -رضي الله تعالى عنه-، دخل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: (يا أبا بكر، أنت عتيق الله من النار).
قالت: فمن يومئذ سمي عتيقا، ولم يكن سمي قبل ذلك عتيقا.
قالت: ثم دخل طلحة بن عبيد الله فقال: (أنت يا طلحة، ممن قضى نحبه).
صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

اذكر اللقب الثالث لأبي بكر الصديق رضى الله عنه ؟
الصاحب : لقبه به الله عز و جل فى القرآن الكريم
بسورة التوبة : " إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ
أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ
اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ
الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) "

اذكر اللقب الرابع لأبي بكر الصديق رضى الله عنه ؟
الأتقى : لقبه به الله عز و جل في القرآن الكريم
بسورة الليل : " وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) "




Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:20
حذيفة بن اليمان
خرج أهل المدائن أفواجا يستقبلون واليهم الجديد الذي اختاره لهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه..

خرجوا تسبقهم أشواقهم الى هذا الصحابي الجليل الذي سمعوا الكثير عو ورعه وتقاه.. وسمعوا أكثر عن بلائه العظيم في فتوحات العراق..

واذ هم ينتظرون الموكب الوافد، أبصروا أمامهم رجلا مضيئا، يركب حمارا على
ظهره اكاف قديم، وقد أسدل الرجل ساقيه، وأمسك بكلتا يديه رغيفا وملحا، وهو
يأكل ويمضغ طعامه..!

وحين توسط جمعهم، وعرفوا أنه حذيفة بن اليمان الوالي الذي ينتظرون، كاد صوابهم يطير..!!

ولكن فيم العجب..؟!

وماذا كانوا يتوقعون أن يجيء في اختيار عمر..؟!

الحق أنهم معذورون، فما عهدت بلادهم أيام فارس، ولا قبل فارس ولاة من هذا الطراز الجليل.!!
وسار حذيفة، والناس محتشدون حوله، وحافون به..

وحين رآهم يحدّقون فيه كأنهم ينتظرون منه حديثا، ألقى على وجوههم نظرة فاحصة ثم قال:

" اياكم ومواقف الفتن"..!!

قالوا:

وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله..!!

قال:

" أبواب الأمراء"..

يدخل أحدكم على الوالي أو الأمير، فيصدّقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه"..!

وكان استهلالا بارعا، بقدر ما هو عجيب..!!

واستعاد الانس موفورهم ما سمعوه عن واليهم الجديد، من أنه لا يمقت في
الدنيا كلها ولا يحتقر من نقائصها شيئا أكثر مما يمقت النفاق ويحتقره.

وكان هذا الاستهلال أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، وعن منهجه في الحكم والولاية..


**


فـ حذيفة بن اليمان رجل جاء الحياة مزودا بطبيعة فريدة تتسم ببغض النفاق، وبالقدرة الخارقة على رؤيته في مكامنه البعيدة.

ومنذ جاء هو أخوه صفوان في صحبة أبيهما الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
واعنق ثلاثتهم الاسلام، والاسلام يزيد موهبته هذه مضاء وصقلا..

فلقد عانق دينا قويا، نظيفا، شجاعا قويما.. يحتقر الجبن والنفاق، والكذب...

وتأدّب على يدي رسول الله واضح كفق الصبح، لا تخفى عليهم من حياته، ولا من
أعماق نفسه خافية.. صادق وأمين..يحب الأقوياء في الحق، ويمقت الملتوين
والمرائين والمخادعين..!!



فلم يكن ثمة مجال ترعرع فيه موهبة حذيفة وتزدهر مثل هذا المجال، في رحاب
هذا الدين، وبين يدي هذا الرسول، ووسط هذا ارّعيل العظيم من الأصحاب..!!
يقول:

" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..

قلت: يا رسول الله فهل بعد هذا الخير من شر؟

قال: نعم..

قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟

قال: نعم، وفيه دخن..

قلت: وما طخنه..؟

قال: قوم يستنون بغير سنتي.. ويهتدون يغير هديي، وتعرف منهم وتنكر..

قلت: وهل بعد ذلك الخير من شر..؟

قال: نعم! دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها..

قلت: يا رسول الله، فما تأمرني ان أدركني ذلك..؟

قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم..

قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام..؟؟

قال: تعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"..!!

أرأيتم قوله:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"..؟؟



لقد عاش حذيفة بن اليمان مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن، مسالك
الشرور ليتقها، وليحذر الناس منها. ولقد أفاء عليه هذا بصرا بالدنيا، وخبرة
بالانس، ومعرفة بالزمن.. وكلن يدير المسائل في فكره وعقله بأسلوب فيلسوف،
وحصانة حكيم...



ويقول رضي الله عنه:

" ان الله تعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم، فدعا الانس من الضلالة الى
الهدى، ومن الكفر الى الايمان، فاستجاب له من استجاب، فحيي بالحق من كان
ميتا...

ومات بالباطل من كان حيا..

وايمان حذيفة وولاؤه، لا يعترفان

بالعجز، ولا بالضعف..بل ولا بالمستحيل....

في غزوة الحندق..وبعد أن دبّ الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود،
أراد رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يقف على آخر تطوّرات الموقف هناك في
معسكر أعدائه.



كان اليل مظلما ورهيبا.. وكانت العواصف تزأر وتصطخب، كأنما تريد أن تقتلع
جبال الصحراء الراسيات من مكانها.. وكان الموقف كله بما فيه من حصار وعناد
واصرار يبعث على الخوف والجزع، وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغا وعرا بين
اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم..

فمن يملك آنئذ القوة،وأي قوة ليذهب وسط مخاطر حالكة الى معسكر الأعداء ويقتحمه، أو يتسلل داخله ثم يبلوا أمرهم ويعرف أخبارهم..؟؟

ان الرسول هو الذي سيختار من أصحابه من يقوم بهذه المهمة البالغة العسر..

ترى من يكون البطل..؟

انه هو..حذيفة بن اليمان..!

دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فلبى، ومن صدقه العظيم يخبرنا وهو يروي
النبأ أنه لم يكن يملك الا أن يلبي.. مشيرا بهذا الى أنه كان يرهب المهمة
الموكولة اليه، ويخشى عواقبها، والقيام بها تحت وطأة الجوع، والصقيع،
والاعياء الجديد الذي خلفهم فيه حصار المشركين شهرا أو يزيد..!

وكان أمر حذيفة تلك الليلة عجيبا...

فاقد قطع المسافة بين المعسكرين، واخترق الحصار.. وتسلل الى معسكر قريش،
وكانت الريح العاتية قد أطفأت نيران المعسكر، فخيّم عليه الظلام،واتخذ
حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط صفوف المحاربين...

وخشي أبوسفيان قائد قؤيش، أن يفجأهم الظلام بمتسللين من المسلمين، فقام يحذر جيشه، وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع:

" يا معشر قريش، لينظر كل منكم جليسه، وليأخذ بيده، وليعرف اسمه".

يقول حذيفة"

" فسارعت الى يد الرجل الذي بجواري، وقلت لهمن أنت..؟ قال: فلان بن فلان؟"...

وهكذا أمّن وجوده بين الجيش في سلام..!

واستأنف أبو سفيان نداءه الى الجيش قائلا:" يا معشر قريش.. انكم والله ما
أصبحتم بدار مقام.. لقد هلكت الكراع _ أي الخيل_ والخف_ أي الابل_،
وأخلفتنابنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الريح، ما تطمئن
لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل"..

ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير فتبعه المحاربون..

يقول حذيفة:

" لولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليّ ألا تحدث شيئا حتى تأتيني، لقتلته بسهم"..

وعاد حذيفة الى الرسول عليه الصلاة والسلام فأخبره الخبر، وزف البشرى اليه...


**


ومع هذا فان حذيفة يخلف في هذا المجال كل الظنون..

ورجل الصومعة العابد، المتأمل لا يكاد يحمل شيفه ويقابل جيوش الوثنية والضلال حتى يكشف لنا عن عبقرية تبهر الأبصار..

وحسبنا أن نعلم، أنه كان ثالث ثلاثة، أو خامس خمسة كانوا أصحاب السبق العظيم في فتوح العراق جميعها..!

هذا العبقري في حمته، حين تضمّه صومعته..

والعبقري في فدائيته، حين يقف فوق أرض القتال..

هو كذلك العبقري في كل مهمةتوكل اليه، ومشورةتطلب منه.. فحين انتقل سعد بن
أبي وقاص والمسلمون معه من المدائن الى الكوفة واستوطنوها..

وذلك بعد أن أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا.

مما جعل عمر يكتب الى سعد كي يغادرها فورا بعد أن يبحث عن أكثر البقاع ملاءمة، فينتقل بالمسلمين اليها..

يومئذ من الذي وكل اليه أمر اختيار البقعة والمكان..؟

انه حذيفة بن اليمان.. ذهب ومعه سلمان بن زياد، يرتادان لمسلمين المكان الملائم..

فلما بلغا أرض الكوفة، وكانت حصباء جرداء مرملة. شمّ حذيفة عليها أنسام العافية، فقال لصاحبه: هنا المنزل ان شاء الله..

وهكذا خططت الكوفة وأحالتها يد التعمير الى مدينة عامرة...

وما كاد المسلمون ينتقلون اليها، حتى شفي سقيمهم. وقوي ضعيفهم. ونبضت بالعافية عروقهم..!!

لقد كان حذيفة واسع الذكاء، متنوع الخبرة، وكان يقول للمسلمين دائما:

" ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة.. ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا.. ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه"...


**


وذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين..دعي للقاء الله.. واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:

أجئتم معكم بأكفان..؟؟

قالوا: نعم..

قال: أرونيها..

فلما رآها، وجدها جديدة فارهة..

فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة، وقال لهم:

" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..

فاني لن أترك في القبر الا قليلا، حتى أبدّل خيرا منهما... أو شرّ منهما"..!!

وتمتم بكلمات، ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:

" مرحبا بالموت..

حبيب جاء على شوق..

لا أفلح من ندم"..

وصعدت الى الله روح
من أعظم أرواح البشر، ومن أكثرها تقى،
Mr.halhoul
Mr.halhoul
المدير العام
المدير العام
ذكر

عدد المساهمات : 5518

نقاط : 32517

ت.التسجيل : 12/12/2009

العمر : 34

اين تعيش : المغرب - الفنيدق

العمل/الترفيه : طالب

المزاج : هادئ

شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا  Empty رد: شخصيات اسلامية ...... على منتديات نجوم المستقبل تابعونا

الجمعة 05 أغسطس 2011, 00:21
شخصية عظيمة

القعقاع

ظهرت ملامح شخصيته بوضوح شديد في الفتوحات فقد كان شجاعاً

مقداماً ثابتاً في أرض المعارك وبجوار شجاعته وشدة باسه على أعداء

الله كان من شديد الذكاء وذا عبقرية عسكرية في إدارة المعارك ويظهر

ذلك في موقعة القادسية.


بعض المواقف من حياته مع الرسول :

للقعقاع مواقف مع الرسول وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب من أمامه

بما يحب أو مما يؤثر في نفسه ولما كان حديثه مع القعقاع وهو رجل

يحب الجهاد يكلمه النبي عن الإعداد للجهاد فيقول سيف عن عمرو بن

تمام عن أبيه عن القعقاع بن عمرو قال: قال لي رسول الله : ما أعددت

للجهاد؟ قلت: طاعة الله ورسوله والخيل قال: تلك الغاية.

آثره في الأخرين (دعوته ـ تعليمه):

لقد كان للقعقاع أثرأ كبيرأ في نفوس الأخرين ففي اليوم الثاني من

معركة القادسية أصبح القوم وفي أثناء ذلك طلعت نواصي الخيل قادمة

من الشام وكان في مقدمتها هاشم بن عتبة بن أبي وقاص والقعقاع بن

عمرو التميمي، وقسم القعقاع جيشه إلى أعشار وهم ألف فارس،


وانطلق أول عشرة ومعهم القعقاع فلما وصلوا تبعتهم العشرة

الثانيةوهكذا حتى تكامل وصولهم في المساء فألقى بهذا الرعب في

قلوب الفرس فقد ظنوا أن مائة ألف قد وصلوا من الشام فهبطت هممهم

ونازل القعقاع(بهمن جاذويه) أول وصوله فقتله، ولم يقاتل الفرس

بالفيلة في هذا اليوم لأن توابيتها قد تكسرت بالأمس فاشتغلوا هذا اليوم

بإصلاحها وألبس بعض المسلمين إبلهم فهي مجللة مبرقعة وأمرهم

القعقاع أن يحملوا على خيل الفرس يتشبهون بها بالفيلة ففعلوا بهم هذا

اليوم، وبات القعقاع لاينام فجعل يسرب أصحابه إلى المكان الذي فارقهم

فيه بالأمس، وقال: إذا طلعت الشمس فأقبلوا مائة مائة، ففعلوا ذلك في

الصباح فزاد ذلك في هبوط معنويات الفرس. وابتدأ القتال في الصباح

في هذا اليوم الثالث وسمي يوم عمواس، والفرس قد أصلحوا التوابيت

فأقبلت الفيلة يحميها الرجالة فنفرت الخيل ورأى سعد الفيلة عادت

لفعلها يوم أرماث فقال لعاصم بن عمرو والقعقاع: اكفياني الفيل

الأبيض، وقال لحمال والربيل: اكفياني الفيل الأجرب، فأخذ الأولان

رمحين وتقدما نحو الفيل الأبيض فوضعا رمحيهما في عينيه فنفض

رأسه وطرح ساسته ودلى مشفره فضربه القعقاع فوقع لجنبه، وفي هذه

الليلة حمل القعقاع وأخوه عاصم والجيش على الفرس بعد صلاة العشاء

فكان القتال حتى الصباح فلم ينم الناس تلك الليلة وكان القعقاع محور

المعركة. فلما جاءت الظهيرة وأرسل الله ريحاً هوت بسرير رستم

وعلاه الغبار.

ما قيل عنه:
ـ لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف رجل (أبو بكر لصديق )

ـ كتب عمر بن الخطاب الي سعد: أي فارس أيام القادسية كان أفرس ؟

وأي رجل كان أرجل ؟ وأي راكب كان أثبت ؟ فكتب إليه: لم أر فارساً

مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة ويقتل في كل حملة

كمِيّاً. بعض كلماته:

شهد القعقاع - اليرموك ، فقد كان على كُرْدوسٍ من كراديس أهل العراق

يوم اليرموك وكان للقعقاع في كل موقعة شعر فقد قال يوم اليرموك : ألَمْ

تَرَنَا على اليرموك فُزنا **** كما فُزنـا بأيـام العـراق فتحنا قبلها

بُصـرى وكانتْ **** محرّمة الجناب لدَى البُعـاق وعذراءُ المدائـن قد

فتحنـا **** ومَرْجَ الصُّفَّرين على العِتَـاقِ فضضنا جمعَهم لمّا استحالوا

**** على الواقوص بالبتـر الرّقاقِ قتلنا الروم حتـى ما تُساوي ****

على اليرموك ثفْروق الوِراقِ

*****************

ياليتنى استطيع ان احضر عنه اكثر واكثر


تحياتى لكم

موضوع منقول وجزاه الله خيرا كل من ساهم في جمع هده المعلومات القيمة

ووفقهم الله لفعل الخير

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى